منتدى الاحباب التجانيين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الاحباب التجانيين

المواضيع الأخيرة

» كيف تحول الpdfالى وورد من دون أي برنامج؟ كووول!!!!
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالسبت أكتوبر 01, 2011 4:31 pm من طرف نادية ريان

» الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين أغسطس 29, 2011 5:22 pm من طرف رضا البطاوى

» علاج قساوة القلب عند الشيخ الاكبر سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه و أرضاه
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين مايو 30, 2011 12:55 pm من طرف فوزي التجاني

» مجموعة من قصائد دينية في مدح خير البرية
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالأربعاء مايو 18, 2011 2:15 pm من طرف kais

» فك طلاسم الملاحدة معارضة ايلياء ابو ماضي
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 2:46 am من طرف فراج يعقوب

» كتاب رائع في التوسل والوسيلة بي دي آف
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2010 7:37 pm من طرف الحسن149

» بحث في البدعة
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2010 7:34 pm من طرف الحسن149

» قصيدة المنفرجة بصوت الفنان الهادي بلخياط
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2010 5:47 pm من طرف bahi tedjani

» صلاة الفاتحي لما أغلق رائعة جداا أدخلوا ولن تندموا
رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Emptyالإثنين ديسمبر 20, 2010 5:38 pm من طرف bahi tedjani


    رسالة في إثبات كرامات الأولياء

    avatar
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 57
    تاريخ التسجيل : 16/01/2010

    رسالة في إثبات كرامات الأولياء  Empty رسالة في إثبات كرامات الأولياء

    مُساهمة من طرف Admin الأحد يونيو 27, 2010 8:33 pm

    [size=24]بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي نصب لدينه من ذب عنه الرعاع، وأزال بنور الحق ظلام الباطل، وإن كاد لكثرة أهله يملأ سائر البقاع. والصلاة والسلام على سيد الأنبياء بلا نزاع؛ سيدنا ومولانا محمد صاحب المعجزات التي فاقت ضياء الشمس والقمر في الشعاع، وعلى آله وأصحابه أولي الكرامات في الحياة وبعد الممات المشاهدات لمن فارق الابتداع، وعلى التابعين وتابعى التابعين لهم بإحسان وعلى من خالف هوى النفس فرجع إلى الحق وما ارتاع.... آمين.
    ( أما بعد ) فيقول راجي من مولاه حسن المساعي أحمد ابن الشيخ أحمد السجاعي الشافعي الأحمدي :

    إن السنة المحمدية المشرفة المحمية لما صارت غريبة عزيزة في هذه الأزمان المتأخرة الردية كثر أهل البدع وتكلموا بفاسد الاعتقاد وأوهموا الجاهلين أنها أمور حقية فضلوا وأضلوا وباءوا من الله بالطرد والإبعاد وأكثر ما يقع ذلك منهم في المجالس المظلمة بظلام الظلم وحب الدنيا للقوم الجاهلين قصدا لصيدهم حطامها الفاني، فبئس ما قدمت لهم أنفسهم وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا عالمين. فمما تكلم به قوم رعاع وأذاعوه فأورثهم الحرمان وسوء الابتداع: إنكار كرامات الأولياء أحياء وأمواتا. ومنها إنكارهم على المسلمين زيارة الأولياء كقطب الأقطاب السيد البدوي واعتراضهم عليه بما يقع فيه من المخالفات لرب الأرباب. ومنها وهو أشنع مما قبله : قولهم من أين لنا أنهم ماتوا على الإسلام! ومنها تكفيرهم الوليين العظيمين الجليلين: القطب الكبير سيدي محيى الدين بن عربي، والقطب الجليل سيدي عمر بن الفارض نفعنا الله بهم آمين.
    وقد سئلت في إظهار إبطال هذه الدعاوى التي ليست خافية على من له نور بصيرة من أهل الإيمان بالأدلة الواضحة التي هي كالشمس في رابعة النهار، فأحببت الدخول في سلك السنة النبوية ورجوت بركة كرامات أولياء الله تعالى والنجاة من عذاب الدنيا وعذاب النار فقلت:
    أما كرامات الأولياء فاعلم أن الكرامات جمْعُ كرامة؛ وهى أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي كاف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم. فتمتاز بعدم الاقتران المذكور عن المعجزة فلا تلتبس بها وبنفي مقدمتها عن الإرهاص وهو ما يظهر على يد الأنبياء قبل النبوة كتظليل الغمام لنبينا صلى الله عليه وسلم وبظهور الصلاح عما يسمى معونة كما يظهر على يد بعض عوام المسلمين تخليصا لهم من المحن والمكاره وبالتزام متابعة نبي.. إلخ، عن الخوارق المؤكدة لكذب الكاذبين وتسمى إهانة كبصق مسيلمة بكسر اللام في بئر عذبة الماء ليزداد ماؤها حلاوة فصار ملحا أجاجا. وبالمصحوبية بصحيح الاعتقاد إلخ، عن الاستدراج كما خرج السحر عن جهات عدة.
    ودليل الجواز أن ظهور الخارق أمر ممكن في نفسه وكل ما هو كذلك فهو صالح لشمول القدرة لإيجاده. ودليل ذلك الأمر وإمكانه أنه لا يلزم من فرض وقوعه محال.
    ودليل الوقوع ما جاء في الكتاب العزيز من قصة مريم عليها السلام وولادتها عيسى على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام من غير زوج مع كفالة زكريا لها عليه الصلاة والسلام وكان لا يدخل عليها غيره وإذا خرج من عندها أغلق عليها سبعة أبواب وكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف. ومن قصة آصف وإتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد طرف سليمان عليه السلام. وقد تواتر وقوع الكرامات من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقتنا هذا وقد أطال العلامة اللقاني وولده الكلام على ذلك عند قوله في جوهرته:
    وأثبتن للأوليا الكرامة *** ومن نفاها فانبذن كلامه
    أي لطرح كلام من ينفيها من المعتزلة ومن جرى على طريقتهم. وقد قال العلامة النسفي في عقائده:
    "كرامات الأولياء حق فتظهر الكرامة على طريق نقض العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والمشي على الماء وفى الهواء وكلام الجماد والعجماء وغير ذلك من الأشياء ويكون ذلك معجزة للرسول الذي ظهرت هذه الكرامة لواحد من أمته لأنه ظهر بها أنه ولى ولا يكون وليا إلا إذا كان محقا في ديانته برسالة رسوله" انتهى. وقد أقره شارحه سعد الدين وغيره من أئمة أهل السنة أسعد الله جميعهم وخذل أعداءهم. إذا علمت هذا اتضح لك أن الفاعل للكرامات كالمعجزات إنما هو الله تعالى وحده. لكن أظهرها الله سبحانه وتعالى على أيدي أهل طاعته الموصوفين بما تقدم إكراما لهم وإذلالا لمنازعيهم وخصمائهم وليس لهم في ذلك اكتساب ولا لهم على ذلك اقتدار فمن نسب لهم في ذلك فعلا فقد ضل وحاد عن الطريق المستقيم، إذ مذهب أهل السنة والجماعة أن العبد لا يخلق شيئا من الأفعال بل المنفرد بالخلق والإيجاد هو الله الفاعل المختار.
    وحينئذ لا فرق في إظهارها على يد أحد منهم بين كونه حيا أو ميتا وإنكار أهل الجهل والبهتان وقوعها على يد الأموات لاعتقادهم الفاسد أن الفاعل هو صاحب الكرامة وقد علمت بطلانه وأنه مبنى على قاعدة أهل الاعتزال والملامة ومن المشاهد المحسوس حفظ الله تعالى لمن أراد زيارتهم بحسن إخلاص واعتقاد صحيح من شر الأعداء المراقبين له ومن قطاع الطريق. فلا يقع خلاف ذلك إلا نادرا فهذه كرامة عظمى وأما ما يقع من الأنس الباطني والإشراق الظاهري وحسن الحال لمن ذكر فأمر يعرفه من ذاقه من أهل الإيقان ولا ينكره إلا المحروم المطرود عن باب الفضل والإحسان.
    قال المحقق الشهاب ابن حجر في فتاويه ما نصه: "وجاء عن المشايخ العارفين والأئمة الوارثين أنهم قالوا أقل عقوبة المنكر على العارفين حرمان بركاتهم قالوا ويخشى عليه سوء الخاتمة نعوذ بالله من سوء القضاء". وقال بعض العارفين: "من رأيتموه يؤذي الأولياء وينكر مواهب الأصفياء فاعلموا أنه محارب لله مبعود مطرود عن حقيقة قرب الله" وقال الإمام المجمع على جلالته وإمامته أبو تراب النخشبى رضي الله عنه: "إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أولياء الله تعالى". وقال الإمام العارف شاه ابن شجاع الكرماني: "ما تعبد متعبد بأكثر من التحبب إلى أولياء الله لان محبتهم دليل على محبة الله عز وجل. ".
    ويكفى في عقوبة المنكر على الأولياء قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح القدسي: (من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب). أي أعلمته أنى محارب له، ومن حارب الله لا يفلح أبدا. قال العلماء: "لم يحارب الله عاصيا إلا المنكر على الأولياء وآكل الربا وكل منهما يخشى عليه خشية قريبة جدا من سوء الخاتمة إذ لا يحارب الله إلا كافرا. أه".
    قلت: ومن أذية أولياء الله إيقاع المعاصي كالغيبة والنميمة وسائر المحرمات بأمكنتهم وكثرة اللغط فيها بغير ذكر الله المصحوب بخشيته تعالى نسأله سبحانه وتعالى بهم الحفظ من جميع المكاره ونسأله من فضله الدخول في حزبهم إلى أن نلقاه تعالى وهو راض عنا، آمين.
    وإذ قد سمعت كل ما سبق فهمت أنه لا اعتراض عليهم بشيء مما يقع في أمكنتهم من آحاد الناس. ولنضرب مثالا: كالشمس المنيرة لا يصد عنه إلا أعمى البصر أو البصيرة هو أن بعض الأموات من آحاد الناس يبالغ أهله في التجهيز والتكفين وفى تشريف قبره وإظهاره بين المسلمين فهل يسوغ لعاقل أن ينسب للميت شيئا من ذلك أو يلوم عليه فيما يقع هنالك؟! والحاصل أن الله قد أكرم أحبابه في الحياة وبعد الممات فهو الفاعل جل جلاله لا غيره من سائر الممكنات. ومن المقرر عند السادة الأعلام أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي وهو ادعاء النبوة فاعرف المقام.
    وأما إنكار أهل الضلال زيارة أهل الله الواصلين لكل كمال فهو زيادة في الحرمان لما ورد عن سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم من طلب زيارة قبور المسلمين على الإطلاق فما بالك بزيارة أهل الله وخاصته ولا سيما أهل بيت المصطفى المطلوب زيادة إكرامهم بالاتفاق. وقد قال مولانا سبحانه في كتابه العزيز: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. قال أهل التفسير:
    المعنى لا أطلب على ما أتعاطاه من التبليغ والبشارة نفعا إلا أن تودوا قرابتي.
    روى أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: "علي وفاطمة وابناهما". ذكر ذلك البيضاوي. وقيل في الآية غير ذلك.
    وطلب مودتهم لا يختص بحال الحياة. ثم قال صاحب "الحصن الحصين": "وجربت استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة". وقال العارف بالله تعالى سيدي محمد بن عبدالقادر الفاسي: "وقد كان الإمام الشافعي يقول قبر موسى الكاظم الترياق المجرب". قال العارف بالله أحمد زروق: "قال أبو عبد الله وإذا كانت الرحمة تنزل عند ذكرهم فما ظنك بمواطن اجتماعهم على ربهم ويوم قدومهم عليه بالخروج من هذه الدار وهو يوم وفاتهم فزيارتهم فيه تهنئة لهم وتعرض لما يتجدد من نفحات الرحمة عليه فهي إذا مستحبة إن سلمت من محرم أو مكروه في أصل الشرع كاجتماع النساء وتلك الأمور التي تحدث". ولبعضهم:
    إن القساوة لا دواء لضرها إلا زيارة ساكني الألحاد
    ولرب زورة عارف بها منها على الزهاد والعباد
    ولخير أعمال العبيد جلوسهم عند الولي هنيهة للصاد
    ورأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن أفضل الأعمال فقال عليه الصلاة والسلام: "أفضل الأعمال جلوسك عند ولى من أولياء الله قدر حلب شاة". قال : حيا كان أو ميتا يا رسول الله؟ قال: "حيا كان أو ميتا". قال الشيخ سيدي محمد بن ناصر: "وهذا أقل ما ينبغي أن يمكث الزائر بين يدي الولي". ومن كلام سيدي إبراهيم البازي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به آمين:
    زيارة أرباب التقى مرهم يبرى و مفتاح أبواب الهداية و الخير
    وتحدث في صدر الخلي إرادة وتشرح صدر أضاق من سعة الوزر
    وتنصر مظلوما وترفع خاملا وتكسب معدوما وتجبر ذا كسر
    ولا فرق في إمكانها بين سالك مرب و مجذوب و حى و ذي قبر
    وذي الزهد والعباد فالكل منعم عليهم و لكن ليست الشمس كالبدر
    فزر وتأدب بعد تصحيح نية تأدب مملوك مع المالك الحر
    عليك بها فالقوم باحوا بسرها ووصوا بها يا صاح في السر والجهر
    انتهى من "الفتح المبين والدر الثمين" للشيخ عبدالله الهاروش المغربي.
    وأما ما يقع في أماكنهم من المعاصي والمخالفات فهم برآء من ذلك ولا ينسب إليهم شئ من تلك القبائح ولا لوم عليهم في أمر من الأمور بل هي منسوبة لمن اكتسبها وهل أحد من أدنى المسلمين يرضى بذلك أو يهواه ولو كان من أكبر أصحاب المعاصي بل يعتقد انه رذيلة ويبالغ في كتمه عن أعز الإخوان إلا من زادت فضيحته فابتلى بها وتجاهر بالامتحان :
    يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
    فكيف بالخاصة من أهل الله! والعجب كل العجب من هذه الفرقة الضالة تنكر منهم الكرامات بعد الممات ويذمونهم بما يقع في مقاماتهم من المخالفات فإن أثبتوا أن لهم في المخالفات صنعا فاعترضوا عليهم بذلك فليقروا بالكرامات وليثبتوها بالقياس على ما هنالك وإلا فليتركوا تفاصيل الأحوال. أليس قد وقع في مقام سيد الأصفياء وزين الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام كثير من المخالفات وهم عليهم الصلاة والسلام أحياء في قبورهم بلا خلاف؟! فهل يحل لمؤمن أن يقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام رضي بذلك أو أحبه! بل من تفوه بهذا كان من المرتدين.
    [/size]

    [size=24]وكيف يرضى مؤمن بمخالفة مولاه! وهل لأحد شئ مع الله! نعم هو واقع بإرادته تعالى كما هو مذهب أهل السنة {ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون}، وأما قولهم من أين لنا أنهم ماتوا على الإسلام؟ فهو قول خبيث يجر لقائله الوبال والوقوع في مهاوي البهتان والضلال إذ ذاك يجره إلى الشك في نفى الصحبة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول هذا الخبيث من أين علمتم أنهم ماتوا على الإسلام؟ فإن أقر بموجب هذه المقالة قلنا له : يا خاسر الدين يا عدو خاصة المسلمين، هم نجوم الإسلام ومصابيحه بشهادة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. فقد ألزمت نفسك الشك في بقائهم على أكمل الحالات بعد الموت فحرمت بركة أنوارهم وأسرارهم وفاتك من الخيرات أعظم فوت. وإن قال كلامي في غير هذه العصابة المرضية. قلنا له: أي فرق وهم سادات الأولياء وأعاظمهم بغير مرية. بل ربما جره إلى الكفر والعياذ بالله بأن يصرح في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بتلك العبارة الشنيعة فما أقبح ذلك الخبيث وأقل حياءه وهو لو قيل له لا نصلى عليك بعد موتك ولا ندفنك في مقابر أهل الإسلام لتقطع غيظا واستشاط غضبا وامتلأ سما من ذلك الكلام. وكيف يصلى على من لا يدرى هل من مات على الكفر أو الإيمان وهو مقر بذلك على غيره. أفلا يسلم ذلك في نفسه وهو بزعمه من أهل الإيقان! فان لم يرض بذلك لنفسه فيكف يتجارى على من غمر رضا الله في رمسه. ومما يكذبه صريحا أمره عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور على العموم ولم يقل لا تزوروا إلا من تحققتم موته على الإسلام. ومما يجرى على ألسنة تلك الجماعة في استدلالهم على منع زيارة الأولياء وأهل الطاعة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا). وقد أخطأوا في فهم المراد منه فقد قال الشهاب الخفاجي الحنفي في شرحه على الشفاء : "الصحيح أن معناه لا تشد لنذر العبادة فيه ولذا قالوا لو نذر الصلاة في غيرها لم يلزمه فلا يكره شد الرحل لبعض الأماكن المتبرك بها أو لزيارة من فيها من الصالحين أو لطلب العلم بل قد يكون هذا واجبا عليه" انتهى.
    وأما تكفير هذين الإمامين الجليلين فمن فرط الاعتدا ومن مجاوزة الحدود وبذلك رجع معتقد هذا بالردى. وقد تكرر السؤال عنهما من العلماء الأعلام فأجابوا بأحسن جواب وفوقوا على الطاعنين فيهما سهام الملام. قال الإمام المحقق والشهاب المدقق علم المتأخرين وأستاذ العارفين الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي في فتاويه ما نصه:
    "الشيخ محيى الدين بن عربي رحمه الله ورضي عنه إمام جمع بين العلم والعمل كما اتفق على ذلك من يعتد به كيف وقد ذكر بعض المنكرين في ترجمته أنه كان وصل لمرتبة الاجتهاد وحينئذ فإسلامه متيقن وكذلك علمه وعمله وزهادته وورعه ووصوله في الاجتهاد في العبادات إلى ما لم يصل إليه أكابر أهل الطريق فلا يجوز الإقدام على تنقيصه بمجرد التهور والتخيلات التي لا مستند لها يعتد به بل يستصحب ما علم من إسلامه وعلومه ومعارفه هذا ما يتعلق بذلك وأما الكتب المنسوبة له فالحق أنه واقع فيها ما ينكر ظاهره والمحققون من مشايخنا ومن قبلهم على تأويل تلك المشكلات فإنها جارية على اصطلاح القوم وليس المراد منها ظواهرها" ثم قال : "والحاصل أنه يتعين على كل من أراد السلامة لدينه أن لا ينظر في تلك المشكلات ولا يعول عليها سواء قلنا إن لها باطنا صحيحا أم لا. وأن لا يعتقد في ابن عربي خلاف ما علم منه في حياته من الزهد والعبادة الخارقين للعادة وقد ظهر له من الكرامات ما يؤيد ذلك منها ما حكاه صاحب القاموس أنه لما فرغ من تأليف كتابه الفتوحات المكية جعله وهو ورق مفرق على ظهر الكعبة فمكث سنة لم تطير الريح منه ورقة ولا وصلت إليها قطرة مطر على كثرة أمطارها ورياحها فسلامة تلك الأوراق من المطر والريح مع مكثها سنة على السطح من الكرامات الباهرة الدالة على إخلاصه في تأليفه هذا الكتاب وأنه برئ مما نسب إليه فيه وفى غيره.".
    وقد تعدد هذا السؤال والجواب في فتاوى الشهاب المذكور أربع مرات وقد تكلم علماء الحنفية في ذلك في كتبهم بما يشفى العليل ففي معروضات مفتى الحنفية أبى السعود ما معناه : من قال عن فصوص الحكم للشيخ محيى الدين بن عربي إنه خارج عن الشريعة وقد صنفه لإضلال خلق الله ومن طالعه ملحد ماذا يلزمه؟
    فأجاب: "نعم فيه كلمات تباين الشريعة لكنا تيقنا أن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس سره فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات ".
    وقد أثنى عليه صاحب القاموس ثناء عظيما في سؤال ورد عليه إلى أن قال : "وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أنى ما أنصفته:
    وما علي إذا ما قلت معتقدي دع الجهول يظن الجهل عدوانا
    والله والله والله العظيم ومن أقامه حجة لله برهانا
    إن الذي قلت بعض من مناقبه ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا
    ثم قال: "ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها انشرح صدره لفك المعضلات وحل المشكلات.". وقد أثنى عليه العارف سيدي عبد الوهاب الشعراني، لاسيما في كتابه "تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الأولياء". وكذا أثنى كثير من العلماء والعارفين على الإمام الجليل سيدي عمر بن الفارض قصم الله من له يعارض. هذا وقد قال العلماء رضي الله عنهم إنه لا يجوز تكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره خلاف. ولو كان ذلك رواية ضعيفة.
    وبالجملة والتفصيل فالكلام على هذه المسائل يستدعى جملة من التطويل لكن هذه النبذة فيها إشارة إجمالية يكتفى بها من له بصيرة ربانيه ويرجع بها عن المنازعات إن كان ممن يخاف مقام ربه العظيم وسؤال ربه عن دخوله فيما لا يعنيه والتكلم في أولياء الله الذي يوجب سوء الختام والمقت من الله والخزي والانتقام جعلنا الله ممن اتعظ بغيره ولم يكن موعظة لسواه وختم لنا بخاتمة السعادة وحفظنا من كيد الشياطين وأدخلنا الجنة مع العلماء العاملين بمنه وكرمه آمين آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
    قال مؤلفه: كان ذلك في يوم الثلاث لليلتين مضتا من رجب الفرد الذي هو من شهور سنة ألف ومائة وأربع وتسعين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية.

    تمت الرسالة بحمد الله وعونه. [/size]


    [size=18]كل الحقوق محفوظة لابي الفيض ركن الدين محمد يونس بن عمارة التجاني السوفي الصوفي © سنة 2010 ميلادي.
    لا يجوز النقل او التعديل لا بالاذن
    All rights reserved © 2kc;2010.
    [url=http://www.mlfnt.com/up_6_2010/12785869421.gif]http://www.4shared.com/document/52cCIsmM/__online.html[/url]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 7:24 am